تزامنًا مع الانتخابات الأمريكية، والتي أسدلت ستائرها قبل ساعات بفوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب بفترة رئاسية جديدة، عقد مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان مساء الأربعاء 6 نوفمبر 2024، ندوته الشهرية ضمن صالون ابن رشد بعنوان «ماذا نتوقع من الرئيس الأمريكي الجديد إزاء قضايا العالم العربي؟». استضافت الندوة إيمي هاوثورن: النائبة السابقة لمدير البحوث في مشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط، وسيث بايندر: مدير المناصرة في مشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط والخبير في السياسة الخارجية الأمريكية وسياسات الشرق الأوسط، وأنثوني دوركين: المحاضر الزائر في معهد العلوم السياسية وزميل أول في مجلس العلاقات الخارجية الأوروبية، ود. مارينا أوتاواي: زميلة متخصصة في شئون الشرق الأوسط بمركز وودرو ويلسون والرئيسة السابقة لبرنامج الشرق الأوسط بمؤسسة كارنيغي للسلام الدولي. فيما أدر اللقاء الحقوقي التونسي مسعود الرمضاني.
افتتحت إيمي هاوثورن اللقاء بالتأكيد على أن «ترامب لا يمكن التنبؤ بتصرفاته»، إلا أنها تتوقع منه مساندة أكبر لإسرائيل، الأمر الذي سيؤدي لمضاعفة معاناة الفلسطينيين، وربما في لبنان أيضًا. مشيرةً إلى أن ترامب –على عكس بايدن– لن يضع الديمقراطية ولا غزة في قلب سياساته، وإنما سيواصل سياسات أكثر عنفًا وأقل تقيدًا بحقوق الإنسان في الشرق الأوسط. وأن الإدارة الأمريكية الجديدة ستركز بشكل أكبر على الصين بدلًا من الشرق الأوسط. وفي هذا السياق، لم تتوقع مارينا أوتاواي اختلافًا كبيرًا بين سياسة ترامب وسياسة بايدن بشأن فلسطين، فرغم تصريحات بادين الأقل حدة إلا أنه «في نهاية المطاف سمح لنتنياهو بفعل ما يريد»، مؤكدةً أن بايدن اكتفى بالقول بضرورة وقف إطلاق النار لكنه لم يمارس ضغوطًا كافية لفرضه.
وبينما اتفق أنثوني دوركين على أن سياسات بايدن لم تكن فعالة بشكل كافي، توقع أن يوجه ترامب رسالة واضحة إلى إسرائيل مفادها أنه لا توجد قيود على ما يمكنها فعله، سواء في فلسطين أو في لبنان. مضيفًا أن ترامب قد يحاول الضغط على السعودية من اجل اتفاقها مع إسرائيل، موضحًا «لا نعلم ما إذا كانت السعودية ستقبل بذلك دون مسار قابل للتطبيق نحو تسوية دائمة ومستدامة في غزة ومسار سياسي يؤدي في نهاية المطاف إلى دولة فلسطينية. وفي المقابل أستبعد سيث بايندر نجاح ترامب في تغيير سياسات المملكة العربية السعودية أو دول الخليج الأخرى إزاء إسرائيل؛ ما لم يكن هناك تغيير واضح في موقفه بشأن حل الدولتين.
كما توقع سيث أن ترامب قد يتخذ نهجًا أكثر عدوانية بمنحه الضوء الأخضر لإسرائيل لاستهداف البرنامج النووي الإيراني؛ رغم إعلان نيته إبرام صفقة مع إيران. وفي المقابل استبعد أنثوني أن يكون لدى ترامب رغبة في أن تدخل أمريكا حرب شاملة مع إيران.
وفيما يتعلق بالمزاعم بشأن المقترح بأن تحكم غزة سلطة دولية بقيادة أمريكية، وتولي دول الخليج مهمة تمويل إعادة إعمار غزة، أكدت هاوثورن صعوبة ذلك، واتفق معها سيث بايندر معلقًا هذا «سيتطلب الكثير من الإغراءات».
وحول مستقبل الديمقراطية في المنطقة بعد ترامب، علقت مارينا بأن الربيع العربي أظهر بوضوح صعوبة التخلص من النظم الاستبدادية. فيما اعتبر أنثوني بأن ترامب لا يضع في أولويات سياسته الخارجية موضوعات حقوق الإنسان والديمقراطية، بينما ينصب تركيز الاتحاد الأوروبي على أولوياته الخاصة في المنطقة والتي تشمل الهجرة والتنمية الاقتصادية والأمن. مضيفًا: «الأمر الآن متروك للأفراد والحركات الاجتماعية داخل بلدان المنطقة لمحاولة تكوين تحالفات قادرة على حشد الدعم الكافي داخليًا».
شاهدوا التسجيل الكامل للندوة هنا
Share this Post